طارق بن زياد
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
طارق بن زياد
بطاقة تعريف فترة الخلافة الأموية
الاسم الكامل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الليثي
القرن الهجري الأول
تاريخ الميلاد 50هـ - 670م
مكان الميلاد وادي تافنة - الجزائر
تاريخ الوفاة في سنة 720 م
مكان الوفاة دمشق
أهم معاركه فتح الأندلس
طارق بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الليثي هو قائد مسلم فتح إسبانيا مولى الأمير موسى بن نصير أمير أفريقيا من قبل الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، قاد أول الجيوش الإسلامية التي دخلت شبه جزيرة أيبيريا. يعتبر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]من أشهر القادة العسكرين في التاريخ و يحمل جبل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]جنوب إسبانيا أسمه حتى يومنا هذا و قد توفي في سنة 720م.
أصله
ولد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في القرن الأول الهجري -50هـ- من قبيلة نفزة في منطقة وهران بالغرب الجزائري ، و إلى يومنا هذا توجد في إسبانيا منطقة تسمى بنفزة أسلم على يد موسى بن نُصَير ، فكان من أشد رجاله ، فقد قيل إنه كان طويل القامة ، ضخم الهامة ، أشقر اللّون.
أعماله
لا يُعرف شيءٌ عن أعمال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في أول نشأته،أثناء ولاية زهير بن قيس على إفريقيا. فلما قُتل زهير في طبرق، عام 76هـ، عُين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]أميرًا على برقة غير أنه لم يلبث طويلاً في هذا المنصب، إذ أنه سرعان ما اختير قائدًا لجيش موسى بن نصير، فأبلى بلاء حسنًا في حروبه. وظهرت لموسى قدرته في اقتحام المعارك، ومهارته في قيادة الجيش، فولاه على مقدمة جيوشه بالمغرب. وهكذا أتيح لطارق بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]أن يتولى قيادة جيوش موسى، ويشترك معه بقية بلاد المغرب، والسيطرة على حصون المغرب الأقصى حتى المحيط الأطلسي.
و مازال يقاتل البربر ، و يفتح مدائنهم حتى بلغ مدينة الحسيمة (قصبة بلادهم ، و أم مدائنهم) فحاصرها حتى دخلها ، و أسلم أهلها. و لم يمض على ولاية موسى للمغرب عدة أعوام ، حتى خضع له المغرب بأسره ، و لم تستعص عليه سوى مدينة سبتة ، لمناعتها و شدة تحصنها. و كان يتولى إمارتها حاكم من قبل الدولة البيزنطية ، يعرف بالكونت جوليان ، و يسميه مؤرخوا العرب يليان المسيحي.
و كان يليان هذا ـ برغم تبعيته للدولة البيزنطية ـ يتوجه في طلب المعونة إلى مملكة القوط (Goth) بإسبانيا، فتمده الحكومة القوطية بالمؤن والأقوات عن طريق البحر. وقاتله موسى وطارق فألفياه في نجدة وقوة وعدة، فلم يمكنهما التغلب عليه، فرجعا إلى مدينة طنجة، ومن هناك أخذا يغيران على ما حول سبتة، ويضيقان عليها الخناق دون جدوى، إذ كانت سفن القوط تختلف إلى سبتة بالميرة والإمداد. فلما يئس موسى من دخول سبتة، أقام قائده [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]واليًا على مدينة طنجة حتى تتاح له فرصة مراقبة مدينة سبتة من كثب، وترك تحت تصرف [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]تسعة عشر ألفًا من البربر بأسلحتهم وعددهم الكاملة، مع نفر قليل من العرب ليعلموهم القرآن وفرائض الإسلام. أما موسى، فقد عاد إلى القيروان.
آثر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]أن يكسب صداقة عدوه يليان مادام قد عجز عن دخول مدينته الحصينة. ويُذكر أن طارقًا كان يراسل يليان ويلاطفه حتى تهادنا. ثم حدث في الجانب الآخر القوطي (الأندلس) أمر لم يكن في الحسبان: ذلك أن رودريجو (لذريق) ـ أحد قواد الجيش القوطي ـ وثب على العرش، وخلع الملك غيطشة، وتولى مكانه، ثم إن لذريق اعتدى على ابنة يليان التي كانت في بلاط الملك غيطشة، الأمر الذي أثار غضب يليان، وجعله يأتي بنفسه إلى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ويعرض عليه مساعدته في الاستيلاء على الأندلس. ولم يتردد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في الاتصال فورًا بمولاه موسى بن نصير بالقيروان، الذي اتصل بدوره بالخليفة الوليد بن عبد الملك يطلب استشارته وإذنه، ونصحه الخليفة الوليد بألا يعتمد على يليان بل يرسل من المسلمين من يستكشف الأمر، فأرسلت سرية طريف التي عادت بالبشائر والغنائم.
حملة طريف
واستجابة لأمر الخليفة بدأ موسى بن نصير في تجهيز حملة صغيرة لعبور البحر إلى إسبانيا، وكان قوامها خمسمائة جندي يقودهم قائد من البربر يدعى "طريف بن مالك"؛ لاستكشاف الأمر واستجلاء أرض الأسبان، وقدم يوليان لهذه الحملة أربع سفن أقلتهم إلى إسبانيا، فعبرت البحر ونزلت هناك في منطقة سميت بجزيرة طريف، نسبة إلى قائد الحملة، وكان ذلك في (رمضان 91هـ= يوليو 710م) وجاست الحملة خلال الجزيرة الخضراء، وغنمت كثيرًا ودرست أحوال إسبانيا، ثم قفلت راجعة إلى المغرب، وقدم قائدها إلى موسى بن نصير نتائج حملته.
فأنس موسى إلى يليان، وازداد إقدامًا على التوسعات، ثم استدعى مولاه طارقًا، وأمّره على سبعة آلاف من البربر وثلاثمئة من العرب. وأبحرت الحملة من طنجة في 5 من رجب عام 92هـ، إبريل 711م، في أربع سفن، وظلت هذه السفن تنقل جنود [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]إلى جبل كالبي الذي عُرف بعد ذلك بجبل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]حتى كمل نقلهم وتوافوا جميعهم لديه.
وقع على لذريق خبر اقتحام المسلمين ساحل الأندلس الجنوبي، ودخولهم الجزيرة الخضراء، وقوع الصاعقة، فانزعج وكر راجعًا إلى جنوبي أسبانيا، وزحف إلى قرطبة في جيش جرّار بلغت عدته ـ وفقًا للروايات العربية ـ نحو مئة ألف. فكتب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]إلى موسى يستمده، ويخبره أنه دخل الجزيرة الخضراء، وملك المجاز إلى الأندلس، وغنم بعض أعمالها حتى البحيرة، وأن لذريق زحف إليه بما لا قبل له به. فأرسل موسى إليه مددًا مؤلفًا من خمسة آلاف من المسلمين، كملت بهم عدة من معه اثني عشر ألفًا.
خطبة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن زياد
وأقبلت في الوقت نفسه جيوش لذريق حتى عسكرت غربي طريف، بالقرب من بحيرة خندة، على طول نهير برباط الذي يصب في البحر الذي سمَّاه المسلمون وادي لكة. وبالمقابل، أخذ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في الاستعداد للمعركة الحاسمة. فاختار موقعًا مناسبًا في وادي لكة، يستند في أجنحته على موانع طبيعية تحميه، ونظم قواته، وقيل أنه اصدر اوامره بإحراق السفن ولكن ذلك محل خلاف لدى المؤرخين [1] وقام في أصحابه، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله. ثم حث المسلمين على الجهاد، ورغَّبهم فيه، واستثار حماستهم. كان مما قاله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في الخطبة الشهيرة
«( أيها الناس، أين المفر؟ البحر من ورائكم، والعدو أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر، واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام، وقد استقبلكم عدوكم بجيشه وأسلحته، وأقواته موفورة، وأنتم لا وزر لكم إلا سيوفكم، ولا أقوات إلا ما تستخلصونه من أيدي عدوكم، وإن امتدت بكم الأيام على افتقاركم، ولم تنجزوا لكم أمرًا ذهبت ريحكم، وتعوَّضت القلوب من رعبها منكم الجراءة عليكم، فادفعوا عن أنفسكم خذلان هذه العاقبة من أمركم بمناجزة هذا الطاغية (يقصد لذريق) فقد ألقت به إليكم مدينته الحصينة، وإن انتهاز الفرصة فيه لممكن، إن سمحتم لأنفسكم بالموت.
وإني لم أحذركم أمرًا أنا عنه بنجوة، ولا حَمَلْتُكُمْ على خطة أرخص متاع فيها النفوس إلا وأنا أبدأ بنفسي، واعلموا أنكم إن صبرتم على الأشقِّ قليلاً، استمتعتم بالأرفَهِ الألذِّ طويلاً، فلا ترغبوا بأنفسكم عن نفسي، فما حظكم فيه بأوفى من حظي".»
ثم قال:
«( "وقد انتخبكم الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين من الأبطال عُربانًا، ورضيكم لملوك هذه الجزيرة أصهارًا، وأختانًا، ثقة منه بارتياحكم للطعان، واستماحكم بمجالدة الأبطال والفرسان؛ ليكون حظُّه منكم ثواب الله على إعلاء كلمته وإظهار دينه بهذه الجزيرة، وليكون مغنمًا خالصة لكم من دونه، ومن دون المؤمنين سواكم، والله – الله – ولَّى أنجادكم على ما يكون لكم ذِكرًا في الدارين.
واعلموا أنني أول مُجيب لما دعوتكم إليه، وأني عند مُلتقى الجمعين حامل نفسي على طاغية القوم لذريق، فقاتله - إن شاء الله -، فاحملوا معي، فإن هلكت بعده، فقد كفيتكم أمره، ولم يعوزكم بطلب عاقد تسندون أموركم إليه، وإن هلكت قبل وصولي إليه؛ فاخلفوني في عزيمتي هذه، واحملوا بأنفسكم عليه، واكتفوا الهمَّ من الاستيلاء على هذه الجزيرة بقتله؛ فإنهم بعده يُخذلون).»
معركه وادي لكة
أقبل لذريق في جموعه وهم نحو مئة ألف ذوي عدة وعدد، وهو على سريره، وعليه مظلّة مكللة بالدّر والياقوت والزبرجد، وحوله غابة من البنود والأعلام. وأقبل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وأصحابه، عليهم الزَرَدُ، من فوق رؤوسهم العمائم البيض، وبأيديهم القسي العربية، وقد تقلدوا السيوف، وشرعوا الرماح.
ففي أواخر رمضان من عام 92هـ (19 يوليو/تموز 711 م) وقعت معركة وادي لكة بين قوات الدولة الأموية تحت إمرة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وجيش الملك القوطي الغربي رودريغو الذي يعرف في التاريخ الاسلامي باسم لذريق. انتصر الأمويون انتصارا ساحقا أدى لسقوط دولة القوط الغربيين وبالتالي سقوط معظم أراضي شبه الجزيرة الأيبيرية تحت سلطة الخلفاء الأمويين. و قد سميت المعركة باسم النهر التي وقعت بالقرب منه وعلى ضفافه وهو نهر وادي لكة الذي يسمى بالإسبانية جواديليتي. و يطلق بعض المؤرخين على المعركة مسمى معركة سهل البرباط أو معركة شذونة، أو معركة دي لا جونا دي لا خاندا بالإسبانية .
انضم لجيش [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الكونت يوليان وبعض كبار الدولة القوطية من أعداء لذريق وعدد من جنودهم. تلاقى الجمعان قرب نهر وادي لكة. دامت المعركة 8 أيام وقاوم القوط مقاومة عنيفة في بادئ الأمر إلا أن انسحاب لوائين (أحدهم بقيادة أخيه الأرشيدوق أوباس) من أصل 3 ألوية من جيش لذريق أدى لضعضعة الأمور وإرباك الجيش.
يذكر أن لذريق اختفى أثره بعد المعركة، ويجمع أغلب الرواة على أنه مات كما يجمع أغلب المؤرخين على مقتل كل وجهاء البلاد ما عدا الأستورياسي بيلايو الذي هرب دون أن يشارك في القتال واتجه شمالا. ولاذت فلول أعداء المسلمين بالجبال.
لقد كان الموقف خطيرًا، فقد كانت أوامر موسى بن نصير دقيقة وواضحة، وتنص على عدم تجاوز منطقة الساحل، خوفًا على المسلمين من الضياع في هذا المحيط الواسع من شبه الجزيرة الأندلسية. غير أن بقاء [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]عند حدود الساحل، ومع ما هو عليه موقف قواته من الضعف، أمر بالغ الخطورة، فإتاحة الفرصة أمام فلول القوط، قد تسمح لهم بإعادة تجميع قواتهم. فسارع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ودخل إشبيليا، وأستجة، وأرسل من دخل قرطبة ومالقة، ثم طليطلة (عاصمة الأندلس) وتوجه شمالاً فعبر وادي الحجارة وواديًا آخر سمي فج [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وسقطت عدة مدن في يده، منها مدينة سالم التي يقال إن طارقًا عثر فيها على مائدة سليمان. وعاد إلى طليطلة سنة 93هـ بعد أن أخضع كل ما اعترضه من مُقاومات، ولكن، وإلى الشمال من طليطلة، كانت قوات القوط تتجمع لمعركة جديدة.
وكتب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لموسى: ¸لقد زحف إليّ ما لا طاقة لي به•. وأسرع موسى، فقاد جيشه المكون من ثمانية عشر ألفًا من المقاتلين فالتقى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بموسى بن نصير في طليطلة، ويقال بأنه وبَّخه على مخالفته أوامره بل الأرجح أنه عاتبه في رفق على تسرعه في اقتحام الأندلس من وسطها دون السيطرة على شرقيها وغربيها. وذكر ابن حيان أن موسى رضي عن طارق، وأمّره على مقدمة الجيش، وأمره بالتقدم أمامه، ثم تبعه موسى بجيشه، فارتقى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]إلى الثغر الأعلى، ودخل سرقسطة عام 96هـ، 714م وأوغل في البلاد، وغنم الغنائم الضخمة، ثم اتجه نحو ماردة متبعًا الطريق الروماني الذي يربط سرقسطة ببرشلونة، ثم يتصل بعد ذلك بالطريق المؤدي إلى أربونة على ساحل البحر الأبيض.
وبعد أن استراح القائدان قليلا في طليطلة عاودا التوسعات مرة ثانية، وزحفا نحو الشمال الشرقي، واخترقا ولاية أراجون، ودخلا سرقسطة وطركونة وبرشلونة وحصن لودون على وادي ردونة (نهر الرون) وغيرها من المدن، ثم افترقا، فسار [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ناحية الغرب، واتجه موسى شمالا، وبينما هما على هذا الحال من التوسع والتوغل، وصلتهما رسالة من الوليد بن عبد الملك الخليفة الأموي، يطلب عودتهما إلى دمشق، فتوقفت التسوعات عند النقطة التي انتهيا إليها، وعادا إلى دمشق، تاركين المسلمين في الأندلس تحت قيادة عبد العزيز بن موسى بن نصير، الذي شارك أيضا في الغزو، بضم منطقة الساحل الواقعة بين مالقة وبلنسية، وأخمد الثورة في إشبيلية وباجة.
وبدأت الأندلس منذ غزوها [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]تاريخها الإسلامي، وأخذت في التحول إلى الدين الإسلامي واللغة العربية، وظلت وطنا للمسلمين طيلة ثمانية قرون، حتى سقطت غرناطة آخر معاقلها في يدي الإسبان المسيحيين سنة (897هـ = 1492م) وتم طرد جميع المسلمين واليهود أو قتلهم أو إجبارهم على إعتناق الكاثوليكية التي فرضت ديانة رسمية على الناس.
سليمان بن عبد الملك
توجه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بصحبة موسى بن نصير إلى دمشق ومعه أربعمائة من أفراد الأسرة المالكة وجموع من الأسرى والعبيد والعديد من النفائس. ولما وصلا طبريا في فلسطين، طلب منهما سليمان ولي العهد التأخّر حتى يموت الخليفة الوليد الذي كان يصارع الموت. لكنهما تابعا تقدّمهما ودخلا مع الغنائم إلى دمشق.
وقد انقطعت أخبار القائد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]إثر وصوله إلى الشام، مع موسى بن نصير واضطربت أقوال المؤرخين في نهاية طارق، غير أن الراجح أنه لم يولَّ عملا بعد ذلك.
مراجع^ د. عبدالرحمن على الحجي، ``التاريخ الأندلسي من الغزو الإسلامي حتى سقوط غرناطة``، ص 62. وراجع أيضاً محمد بن محمد بن عبدالله الإدريسي، ``صفة الأندلس من نزهة المشتاق``، أمستردام، 1969، ص 177. أيضاً أحمد بن محمد المقري، ``نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين الخطيب, مقالة حقيقة خطبة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]واحراقه السفن
^ تاريخ عبد لملك بن حبيب ( ص 222) ، كتاب نفح الطيب للمقري (1/225) ، كتاب الإمامة و السياسية المنسوب لابن قتيبة (2/117) ، كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان (4/404) .
كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر لابن خلدون
الاسم الكامل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الليثي
القرن الهجري الأول
تاريخ الميلاد 50هـ - 670م
مكان الميلاد وادي تافنة - الجزائر
تاريخ الوفاة في سنة 720 م
مكان الوفاة دمشق
أهم معاركه فتح الأندلس
طارق بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الليثي هو قائد مسلم فتح إسبانيا مولى الأمير موسى بن نصير أمير أفريقيا من قبل الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، قاد أول الجيوش الإسلامية التي دخلت شبه جزيرة أيبيريا. يعتبر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]من أشهر القادة العسكرين في التاريخ و يحمل جبل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]جنوب إسبانيا أسمه حتى يومنا هذا و قد توفي في سنة 720م.
أصله
ولد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في القرن الأول الهجري -50هـ- من قبيلة نفزة في منطقة وهران بالغرب الجزائري ، و إلى يومنا هذا توجد في إسبانيا منطقة تسمى بنفزة أسلم على يد موسى بن نُصَير ، فكان من أشد رجاله ، فقد قيل إنه كان طويل القامة ، ضخم الهامة ، أشقر اللّون.
أعماله
لا يُعرف شيءٌ عن أعمال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في أول نشأته،أثناء ولاية زهير بن قيس على إفريقيا. فلما قُتل زهير في طبرق، عام 76هـ، عُين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]أميرًا على برقة غير أنه لم يلبث طويلاً في هذا المنصب، إذ أنه سرعان ما اختير قائدًا لجيش موسى بن نصير، فأبلى بلاء حسنًا في حروبه. وظهرت لموسى قدرته في اقتحام المعارك، ومهارته في قيادة الجيش، فولاه على مقدمة جيوشه بالمغرب. وهكذا أتيح لطارق بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]أن يتولى قيادة جيوش موسى، ويشترك معه بقية بلاد المغرب، والسيطرة على حصون المغرب الأقصى حتى المحيط الأطلسي.
و مازال يقاتل البربر ، و يفتح مدائنهم حتى بلغ مدينة الحسيمة (قصبة بلادهم ، و أم مدائنهم) فحاصرها حتى دخلها ، و أسلم أهلها. و لم يمض على ولاية موسى للمغرب عدة أعوام ، حتى خضع له المغرب بأسره ، و لم تستعص عليه سوى مدينة سبتة ، لمناعتها و شدة تحصنها. و كان يتولى إمارتها حاكم من قبل الدولة البيزنطية ، يعرف بالكونت جوليان ، و يسميه مؤرخوا العرب يليان المسيحي.
و كان يليان هذا ـ برغم تبعيته للدولة البيزنطية ـ يتوجه في طلب المعونة إلى مملكة القوط (Goth) بإسبانيا، فتمده الحكومة القوطية بالمؤن والأقوات عن طريق البحر. وقاتله موسى وطارق فألفياه في نجدة وقوة وعدة، فلم يمكنهما التغلب عليه، فرجعا إلى مدينة طنجة، ومن هناك أخذا يغيران على ما حول سبتة، ويضيقان عليها الخناق دون جدوى، إذ كانت سفن القوط تختلف إلى سبتة بالميرة والإمداد. فلما يئس موسى من دخول سبتة، أقام قائده [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]واليًا على مدينة طنجة حتى تتاح له فرصة مراقبة مدينة سبتة من كثب، وترك تحت تصرف [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]تسعة عشر ألفًا من البربر بأسلحتهم وعددهم الكاملة، مع نفر قليل من العرب ليعلموهم القرآن وفرائض الإسلام. أما موسى، فقد عاد إلى القيروان.
آثر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]أن يكسب صداقة عدوه يليان مادام قد عجز عن دخول مدينته الحصينة. ويُذكر أن طارقًا كان يراسل يليان ويلاطفه حتى تهادنا. ثم حدث في الجانب الآخر القوطي (الأندلس) أمر لم يكن في الحسبان: ذلك أن رودريجو (لذريق) ـ أحد قواد الجيش القوطي ـ وثب على العرش، وخلع الملك غيطشة، وتولى مكانه، ثم إن لذريق اعتدى على ابنة يليان التي كانت في بلاط الملك غيطشة، الأمر الذي أثار غضب يليان، وجعله يأتي بنفسه إلى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ويعرض عليه مساعدته في الاستيلاء على الأندلس. ولم يتردد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في الاتصال فورًا بمولاه موسى بن نصير بالقيروان، الذي اتصل بدوره بالخليفة الوليد بن عبد الملك يطلب استشارته وإذنه، ونصحه الخليفة الوليد بألا يعتمد على يليان بل يرسل من المسلمين من يستكشف الأمر، فأرسلت سرية طريف التي عادت بالبشائر والغنائم.
حملة طريف
واستجابة لأمر الخليفة بدأ موسى بن نصير في تجهيز حملة صغيرة لعبور البحر إلى إسبانيا، وكان قوامها خمسمائة جندي يقودهم قائد من البربر يدعى "طريف بن مالك"؛ لاستكشاف الأمر واستجلاء أرض الأسبان، وقدم يوليان لهذه الحملة أربع سفن أقلتهم إلى إسبانيا، فعبرت البحر ونزلت هناك في منطقة سميت بجزيرة طريف، نسبة إلى قائد الحملة، وكان ذلك في (رمضان 91هـ= يوليو 710م) وجاست الحملة خلال الجزيرة الخضراء، وغنمت كثيرًا ودرست أحوال إسبانيا، ثم قفلت راجعة إلى المغرب، وقدم قائدها إلى موسى بن نصير نتائج حملته.
فأنس موسى إلى يليان، وازداد إقدامًا على التوسعات، ثم استدعى مولاه طارقًا، وأمّره على سبعة آلاف من البربر وثلاثمئة من العرب. وأبحرت الحملة من طنجة في 5 من رجب عام 92هـ، إبريل 711م، في أربع سفن، وظلت هذه السفن تنقل جنود [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]إلى جبل كالبي الذي عُرف بعد ذلك بجبل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]حتى كمل نقلهم وتوافوا جميعهم لديه.
وقع على لذريق خبر اقتحام المسلمين ساحل الأندلس الجنوبي، ودخولهم الجزيرة الخضراء، وقوع الصاعقة، فانزعج وكر راجعًا إلى جنوبي أسبانيا، وزحف إلى قرطبة في جيش جرّار بلغت عدته ـ وفقًا للروايات العربية ـ نحو مئة ألف. فكتب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]إلى موسى يستمده، ويخبره أنه دخل الجزيرة الخضراء، وملك المجاز إلى الأندلس، وغنم بعض أعمالها حتى البحيرة، وأن لذريق زحف إليه بما لا قبل له به. فأرسل موسى إليه مددًا مؤلفًا من خمسة آلاف من المسلمين، كملت بهم عدة من معه اثني عشر ألفًا.
خطبة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن زياد
وأقبلت في الوقت نفسه جيوش لذريق حتى عسكرت غربي طريف، بالقرب من بحيرة خندة، على طول نهير برباط الذي يصب في البحر الذي سمَّاه المسلمون وادي لكة. وبالمقابل، أخذ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في الاستعداد للمعركة الحاسمة. فاختار موقعًا مناسبًا في وادي لكة، يستند في أجنحته على موانع طبيعية تحميه، ونظم قواته، وقيل أنه اصدر اوامره بإحراق السفن ولكن ذلك محل خلاف لدى المؤرخين [1] وقام في أصحابه، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله. ثم حث المسلمين على الجهاد، ورغَّبهم فيه، واستثار حماستهم. كان مما قاله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في الخطبة الشهيرة
«( أيها الناس، أين المفر؟ البحر من ورائكم، والعدو أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر، واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام، وقد استقبلكم عدوكم بجيشه وأسلحته، وأقواته موفورة، وأنتم لا وزر لكم إلا سيوفكم، ولا أقوات إلا ما تستخلصونه من أيدي عدوكم، وإن امتدت بكم الأيام على افتقاركم، ولم تنجزوا لكم أمرًا ذهبت ريحكم، وتعوَّضت القلوب من رعبها منكم الجراءة عليكم، فادفعوا عن أنفسكم خذلان هذه العاقبة من أمركم بمناجزة هذا الطاغية (يقصد لذريق) فقد ألقت به إليكم مدينته الحصينة، وإن انتهاز الفرصة فيه لممكن، إن سمحتم لأنفسكم بالموت.
وإني لم أحذركم أمرًا أنا عنه بنجوة، ولا حَمَلْتُكُمْ على خطة أرخص متاع فيها النفوس إلا وأنا أبدأ بنفسي، واعلموا أنكم إن صبرتم على الأشقِّ قليلاً، استمتعتم بالأرفَهِ الألذِّ طويلاً، فلا ترغبوا بأنفسكم عن نفسي، فما حظكم فيه بأوفى من حظي".»
ثم قال:
«( "وقد انتخبكم الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين من الأبطال عُربانًا، ورضيكم لملوك هذه الجزيرة أصهارًا، وأختانًا، ثقة منه بارتياحكم للطعان، واستماحكم بمجالدة الأبطال والفرسان؛ ليكون حظُّه منكم ثواب الله على إعلاء كلمته وإظهار دينه بهذه الجزيرة، وليكون مغنمًا خالصة لكم من دونه، ومن دون المؤمنين سواكم، والله – الله – ولَّى أنجادكم على ما يكون لكم ذِكرًا في الدارين.
واعلموا أنني أول مُجيب لما دعوتكم إليه، وأني عند مُلتقى الجمعين حامل نفسي على طاغية القوم لذريق، فقاتله - إن شاء الله -، فاحملوا معي، فإن هلكت بعده، فقد كفيتكم أمره، ولم يعوزكم بطلب عاقد تسندون أموركم إليه، وإن هلكت قبل وصولي إليه؛ فاخلفوني في عزيمتي هذه، واحملوا بأنفسكم عليه، واكتفوا الهمَّ من الاستيلاء على هذه الجزيرة بقتله؛ فإنهم بعده يُخذلون).»
معركه وادي لكة
أقبل لذريق في جموعه وهم نحو مئة ألف ذوي عدة وعدد، وهو على سريره، وعليه مظلّة مكللة بالدّر والياقوت والزبرجد، وحوله غابة من البنود والأعلام. وأقبل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وأصحابه، عليهم الزَرَدُ، من فوق رؤوسهم العمائم البيض، وبأيديهم القسي العربية، وقد تقلدوا السيوف، وشرعوا الرماح.
ففي أواخر رمضان من عام 92هـ (19 يوليو/تموز 711 م) وقعت معركة وادي لكة بين قوات الدولة الأموية تحت إمرة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وجيش الملك القوطي الغربي رودريغو الذي يعرف في التاريخ الاسلامي باسم لذريق. انتصر الأمويون انتصارا ساحقا أدى لسقوط دولة القوط الغربيين وبالتالي سقوط معظم أراضي شبه الجزيرة الأيبيرية تحت سلطة الخلفاء الأمويين. و قد سميت المعركة باسم النهر التي وقعت بالقرب منه وعلى ضفافه وهو نهر وادي لكة الذي يسمى بالإسبانية جواديليتي. و يطلق بعض المؤرخين على المعركة مسمى معركة سهل البرباط أو معركة شذونة، أو معركة دي لا جونا دي لا خاندا بالإسبانية .
انضم لجيش [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الكونت يوليان وبعض كبار الدولة القوطية من أعداء لذريق وعدد من جنودهم. تلاقى الجمعان قرب نهر وادي لكة. دامت المعركة 8 أيام وقاوم القوط مقاومة عنيفة في بادئ الأمر إلا أن انسحاب لوائين (أحدهم بقيادة أخيه الأرشيدوق أوباس) من أصل 3 ألوية من جيش لذريق أدى لضعضعة الأمور وإرباك الجيش.
يذكر أن لذريق اختفى أثره بعد المعركة، ويجمع أغلب الرواة على أنه مات كما يجمع أغلب المؤرخين على مقتل كل وجهاء البلاد ما عدا الأستورياسي بيلايو الذي هرب دون أن يشارك في القتال واتجه شمالا. ولاذت فلول أعداء المسلمين بالجبال.
لقد كان الموقف خطيرًا، فقد كانت أوامر موسى بن نصير دقيقة وواضحة، وتنص على عدم تجاوز منطقة الساحل، خوفًا على المسلمين من الضياع في هذا المحيط الواسع من شبه الجزيرة الأندلسية. غير أن بقاء [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]عند حدود الساحل، ومع ما هو عليه موقف قواته من الضعف، أمر بالغ الخطورة، فإتاحة الفرصة أمام فلول القوط، قد تسمح لهم بإعادة تجميع قواتهم. فسارع [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ودخل إشبيليا، وأستجة، وأرسل من دخل قرطبة ومالقة، ثم طليطلة (عاصمة الأندلس) وتوجه شمالاً فعبر وادي الحجارة وواديًا آخر سمي فج [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وسقطت عدة مدن في يده، منها مدينة سالم التي يقال إن طارقًا عثر فيها على مائدة سليمان. وعاد إلى طليطلة سنة 93هـ بعد أن أخضع كل ما اعترضه من مُقاومات، ولكن، وإلى الشمال من طليطلة، كانت قوات القوط تتجمع لمعركة جديدة.
وكتب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لموسى: ¸لقد زحف إليّ ما لا طاقة لي به•. وأسرع موسى، فقاد جيشه المكون من ثمانية عشر ألفًا من المقاتلين فالتقى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بموسى بن نصير في طليطلة، ويقال بأنه وبَّخه على مخالفته أوامره بل الأرجح أنه عاتبه في رفق على تسرعه في اقتحام الأندلس من وسطها دون السيطرة على شرقيها وغربيها. وذكر ابن حيان أن موسى رضي عن طارق، وأمّره على مقدمة الجيش، وأمره بالتقدم أمامه، ثم تبعه موسى بجيشه، فارتقى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]إلى الثغر الأعلى، ودخل سرقسطة عام 96هـ، 714م وأوغل في البلاد، وغنم الغنائم الضخمة، ثم اتجه نحو ماردة متبعًا الطريق الروماني الذي يربط سرقسطة ببرشلونة، ثم يتصل بعد ذلك بالطريق المؤدي إلى أربونة على ساحل البحر الأبيض.
وبعد أن استراح القائدان قليلا في طليطلة عاودا التوسعات مرة ثانية، وزحفا نحو الشمال الشرقي، واخترقا ولاية أراجون، ودخلا سرقسطة وطركونة وبرشلونة وحصن لودون على وادي ردونة (نهر الرون) وغيرها من المدن، ثم افترقا، فسار [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ناحية الغرب، واتجه موسى شمالا، وبينما هما على هذا الحال من التوسع والتوغل، وصلتهما رسالة من الوليد بن عبد الملك الخليفة الأموي، يطلب عودتهما إلى دمشق، فتوقفت التسوعات عند النقطة التي انتهيا إليها، وعادا إلى دمشق، تاركين المسلمين في الأندلس تحت قيادة عبد العزيز بن موسى بن نصير، الذي شارك أيضا في الغزو، بضم منطقة الساحل الواقعة بين مالقة وبلنسية، وأخمد الثورة في إشبيلية وباجة.
وبدأت الأندلس منذ غزوها [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]تاريخها الإسلامي، وأخذت في التحول إلى الدين الإسلامي واللغة العربية، وظلت وطنا للمسلمين طيلة ثمانية قرون، حتى سقطت غرناطة آخر معاقلها في يدي الإسبان المسيحيين سنة (897هـ = 1492م) وتم طرد جميع المسلمين واليهود أو قتلهم أو إجبارهم على إعتناق الكاثوليكية التي فرضت ديانة رسمية على الناس.
سليمان بن عبد الملك
توجه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بصحبة موسى بن نصير إلى دمشق ومعه أربعمائة من أفراد الأسرة المالكة وجموع من الأسرى والعبيد والعديد من النفائس. ولما وصلا طبريا في فلسطين، طلب منهما سليمان ولي العهد التأخّر حتى يموت الخليفة الوليد الذي كان يصارع الموت. لكنهما تابعا تقدّمهما ودخلا مع الغنائم إلى دمشق.
وقد انقطعت أخبار القائد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]إثر وصوله إلى الشام، مع موسى بن نصير واضطربت أقوال المؤرخين في نهاية طارق، غير أن الراجح أنه لم يولَّ عملا بعد ذلك.
مراجع^ د. عبدالرحمن على الحجي، ``التاريخ الأندلسي من الغزو الإسلامي حتى سقوط غرناطة``، ص 62. وراجع أيضاً محمد بن محمد بن عبدالله الإدريسي، ``صفة الأندلس من نزهة المشتاق``، أمستردام، 1969، ص 177. أيضاً أحمد بن محمد المقري، ``نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب وذكر وزيرها لسان الدين الخطيب, مقالة حقيقة خطبة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]واحراقه السفن
^ تاريخ عبد لملك بن حبيب ( ص 222) ، كتاب نفح الطيب للمقري (1/225) ، كتاب الإمامة و السياسية المنسوب لابن قتيبة (2/117) ، كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان (4/404) .
كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر لابن خلدون
رد: طارق بن زياد
ينبغي ان نذكر ان ان الفتوحات زمن الامويين لم تكن بهدف نشر الدين بل التوسع.و لم تكن مبادئ الدين تطبق في الدولة الاموية.و كان موسى بن نصير يرسل الجواري من الاندلس الى الشام باعداد ضخمة.و انت تعلمين ان السبايا لم يسلمن انفسهن للمسلمين بل كن يخطفن من اهلهن.نحن نسر بهذه الفتوحات لكن الشعوب التي وقعت عليها الفتوحات لم تكن تسر بذلك.علينا ان نقرأ تاريخنا من جديد بموضوعية و دون تحيز.هادا رايي و شكرا على جهودك.
نصير الفتيات- عضو بدء بقوة
- عدد المساهمات : 108
نقاط : 124
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 22/03/2010
العمر : 42
الموقع : الاردن
رد: طارق بن زياد
يسلمو
احلى بنوتة- عضو بدء بقوة
- عدد المساهمات : 182
نقاط : 306
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 26/01/2010
رد: طارق بن زياد
يسلموووووووو
الملاك الجريح- عضو مجتهد
- عدد المساهمات : 268
نقاط : 282
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 21/01/2010
العمر : 29
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى